الخميس، 13 يونيو 2019

دائرة حياة..



مضت رفقةِ حقل عباد الشمس وهي تلهثُ بضحكه من جراء ملاحقة اخيهاِ له ، اما والدايهاِ اللذان كان ينهرنها باستمرار حتى تعثرت بحجر ... سقطت ،بكت ،مسحت مدامع عينها ،نهضت و عادت للعب..
                 أحسنتيِ ..


كانت الابتسامه تكادُ تخرج من وجنات رفقهِ وهي توزع نظرات الحب على صديقاتهاِ ، دنت اكثر على كعكة عيد الميلاد واطفئت شموع عامها العشرين دون اي خبرهِ ...

              (عيد ميلاد سعيد رفقهِ ...)

بقيتِ تناضل كثيراً لمحاولة رفع مستواها الدراسي الذي تدنى دونُ ايةِ انذار ، وكانها تتعامل مع سوق الاسهم رقدت وهو مرتفع  و صحت على وجههٍ اخر تماماً غير الذي رقدتَ عليه ...

             (لا بأس ..استمري يارفقهِ..)

وقفتِ رفقهُ يوماً ما على المراءهِ ،تلمست وجهها وكانها تتعرف على شيءٍ لم تعرفهُ مسبقاً، درات خدها يميناً ويساراً وهي تنظر بتمعنُ ، وضعت اصبعها السبابهِ اعلى حاجبها رفعتهُ واطبقتِ شفاهها والتفت إلى الدكتور الذي سألها :حقنة فلر؟ او بوتكس او كلاهما!! 

                       (مؤسف...)

رغماً عنها خطت توقعيهاُ وهي كاره ،نضرت إلى الرجل بغضب مكلومُ، رفعت حاجباً واحداً ونظرت الى يد الرجل الممدوه إليها وهو يقول: مبروك شراكتناِ ..
               (أقل الخسائر الممكنهُ...)

اخذت نفساً اخر تلو اخر ..وكانما هذا مايمكن ان تقابل الامر بهِ... نظرتَ إلى الممرضه التي ابتسمت إليها واعلنت الخبر السعيد...

                (امومهُ...)

ابتسمت وهي تفكرُ في العناية الالهيه ، التي جعلتهاُ تركنُ المدن جانباً وتتجه إلى الريف ، التفت إلى صوت امها ... عادت الى كنفُ العائله...
         العائلة اولاً ودائماً..

رمت كومت الادوات وسط استنفار طاقم  طبي كامل ، تصرخ وتدفع ، تبكي ، تظن ان الموت احكم عليها ثم يفلتها من جديد ، تصرخ تدفع ،تبكي تظن ان الموت احكم عليها ثم يفلتهاُ من جديد وهكذا لقرابة الاربع ساعات حتى ....

           (طفل....)

انتي بطله قالت وهي تربت على كتف ابنتها تالا ذلت الاربع سنوات ..تنصرف تالا بفخر لانها بطله ماما قالت هكذا انا بطله...تبتسم رفقهِ وهي تتذكرُ اول كلمة قالتها لها امها بعد ماانجبت تالا ..

      (بطله ....)

تضجرتَ رفقه من عدم رد تالا عليها ، عادات الى اريكتها نظرت الى المدفه احست بالبرد يكاد ينقض عليها شدتُ وشاح الصوف و تذكرت طفولة ومراهقة و زواج تالا..

    (دائرة الحياه ...)

استقرت كاما لو انها لم تستقرُ قبلاً ، وجدت المكان التي تحبُ، السلام الذي كانت تبحث عنه ، والانجاز التي كافحت للحصول عليه ، و دور بطولي لاتكاد تخلو منه اي انثى على وجهه هذه الارض..

  (وصولُ...)

سعلت اكثر من مره ، مدت يدها محاولة للوصولِ الى كوب الماء الذي وضعتهُ الخادمه بعيداً عنها بالرغم من طلبها المتكرر لها بان لا تفعل ظناً منها بانه بالقرب منها ،قدرات تختلف ، سعلت اكثر تلمست حلقهاُ ، فتحت فمها اكثر من مره احست ان  لا هواء هنا ، نهضت سقطت ، نهضت ثم سقطت سقطوها الاخير ..
 انتهت  من حيث ابتدت..


ود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق