الخميس، 13 يونيو 2019

إن أعظم مابي يتجاوزك يتجاوزك دائماً...

بعد لياليّ نزالِ طويله كانت تنتهيِ دائماً بإنتصاركِ وانزوائي المتكررُ...
ماتلبثُ ان ينطبق الباب مؤصداً معلناً ترحيلكِ الذي لم يكن لتحوله الايام لبقاء .. ماتلبثُ ان تغادرنيُ فاغادرُ الحياه شيئاً فشيئاً اتخلصُ من ضوضئها..مدنهاُ.. شوراعها..حد ان اطفئ انوراها خلفيِ لاقفل من خلفي الباب.

كان من السخيف جداً ان امقتُ جموعاً بسبب وجود فرد واحد فقط..انا التي علمهاُ والداها ان لاتطلق احكامها المسبقهِ على الامور بظاهرهاِ دون ان تمرُ عبرها او على الاقل بجانبها ... 

على كل حالُ كل مالقنهُ والدايِ طول سنواتي الثني وعشرون التي كنتُ بها على ظهر  هذه الارض حتى اتيت انت لتنسفِ كل هذه الدروس بيوم واحد بتجربه واحد اختصرت عمراً كان من المفترض ان اصل به وانا اوشك على النهاية ...

ماذا لو اختلفت الاولويات !
ماذا لو اختبرت موقفاً تشعر بانه اكبر منك وذات الموقف يشعر بانه مكافئ لك!
اكنتُ ستصمدُ!
ام كنتُ ستتداعى مثلي!

‏"عزيزي عزيز " لقد كنتُ بمثابة عقاب لكل ذنب اقترفتهُ وانا اظنه هيناًّ وهو عند الله عظيم...ربما ظرف طارئ سيء! او ربما خطاء عمومي دون قصد..او زلة ولكن كل ماأعرفه بأنك تتجاوز اكثر من كونكِ مشكله...!

لم يأذنيّ يوماً جهلي بالاشياء بقدرِ ماآذني معرفتي التامه بها..!
كان الجهل يملك شيئاً كافياً لان يعطب كل هذا قبل ان تحصل معرفتي التامه به..!
كان ليعطبك انت لانتهي منك بدوري انا !!

بعد مضي سبع سنوات من هذا الانشقاق ..لازال العالم اجمع يقسمِ على تكمالناُ...ولازال كلاًُ واحدٌ منا يؤمن بنقيض ما اقسموهُ...!

إنشقاق ..!
لم يكن في الامر اي انفصال تام..اي انتهاء ..
لم يكن إلا لان يكون انشقاقّ لاننا ببساطه رغم سوء مافعل كلاٍُ منا اتجاه هوية الاخر لازالتّ جذورنا متشابكهّ متماسكهِ بتعقيد!

وكأنما الله اوجدني لان اكون الحل حينما تكون انت المشكله !
وكأنما الله اوجدنا لان يجيبُِ اسئلة الاخر عوضاً عنه ..لعمق مايعرف عنه..! ذلك العمق الذي كان اصل المشكله ..!
انا افهمك اكثر مما يجب..

كتبت كثيراً لكم .عدتُ بنفسي الى الوراء الوراء لثلاثة وسبعون سنه  وانا لازالت جالسهّ  بينكم في قرنكم العشريني هذا ... 
ان اعظم مافي سردي هذا ياأحفاد أحفادي باني اصبحت اتكلم عن تلك الايام بعاديه مطلقه لايعتصر قلبي حرقةً او ألمّ ولا اكتم غصةً حين تحدثيِ ولا اجلسُِّ في حجريِ حشرجة بكاءُ ... 

لم يكن في الامر اي صعوبه ..بل كان سهلاً للحد الذي جعلني كمن يسردُ قصتاً ليست بقصتهِ ..

كان كل مافي الامر "ان اعظم مابي يتجاوزك ..يتجاوزك دائماً"


ودِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق